وهي من الوثائق السرية البريطانية كمذكرات لقناصل بريطانيا في مصر , والقدس , ودمشق , والاستانة ( مترجمة ).
وقد جاء فيها أن الترابين من القبائل العربية صعبة المراس وتوجهها قومي مشايخهم لا تغريهم الأموال والمناصب ويعتبرون الانجليز من الأعداء .
مساندين للأتراك على الرغم من سجن مشايخهم سنة 1875م بسبب الحروب الأهلية بينهم وبين خصومهم في الجنوب الفلسطيني وقبيل انشاء مدينة بئر السبع سنة 1875م ولكي تضع الحكومة العثمانية حداً لتلك الحروب لجأت إلى أحد وسائلها المعروفة فأرسلت دعوة إلى زعيمي قبيلتي الترابين والتياها للإجتماع بمتصرف غزة اجتماعاً ودياً ثم أمرت بالقبض عليهما غدراً وخيانة وقد زجتهما في سجن القدس كرهينة لحفظ السلام في الحدود .
وعلى أثر سجن المشايخ حماد الصوفي ( ترابين ) وزارع الهزيل ( تياها ) حاول الانجليز استغلال سجن المشايخ والتقرب منهم واطلاق سراحهم لأن من مخططاتهم احتلال القطر المصري وضمان ولاء المشايخ وقبائلهم التي لها امتداد في سيناء لتأمين الجهة الشرقية لقناة السويس وبناء على تعليمات الحكومة البريطانية طلبت من قناصلها في القدس , ومصر , ودمشق التدخل وزيارة المشايخ في سجنهما وتفقد احوالهما ودفع رشاوي ضخمة لمتصرف القدس والوالي العثماني في دمشق لاطلاق سراحهما . وتدخل القنصل البريطاني في الاستانة ولم تفلح تلك المحاولات .
فأفرج الأتراك عن المشايخ بعد أن وقعوا معاهدة صلح ورفض تلك الوساطات والرشاوي وتفهم المشايخ والأتراك ما يحاك من مؤامرات .
وكان جزاء الانجليز من تلك الأفعال الخبيثة ومخططاتهم أن ساند ترابين غزة وشيخهم حماد الصوفي ثورة أحمد عرابي في مصر وتهديد القبائل المناوئة للثورة وقتلهم 22 جندياً انجليزياً في منطقة السويس .
واكتشافهم أمر الجاسوس البرفيسور بالمر الذي حاول استغلال توسط القناصل للافراج عن المشايخ وضبط هو ومجموعته وهم يقومون بقطع خطوط التلغراف وحرق الأعمدة حتى لا يطلب عرابي دعم الأتراك وتم اعدامه وافراد بعثته سنة 1882م على يد ترابين سيناء وبمساعدة الأحيوات والحويطات .
وفي عام 1914م قاد الشيخ حماد باشا العربان لفتح قناة السويس .والحديث فيما جاء في تلك الوثائق التي تكشف لأول مرة يطول .
